اسمحوا لي أن " أفضفض " هنا عن هم يحز في نفسي ويبعث على الحسرة والألم بل والتنهدات من حين الى آخر .
قررت أن أتحدث اليكم علّي بذلك أخفف من وطئة الشعور الذي ينحت في داخلى كلما فكرت أو طرأ على البال مايسمى بـــ " جمعية الفلكين اليمنين ،
كيف لا ؟ والحديث عن هذه الجمعية ذو شجون .....
بدأت بالاهتمام الجدي بالفلك هذا العام بعد أن وجدت من فرصة الوقت ما يسمح لي بذلك ، وما إن شرعت حتى وجدت نفسي في بلد يشبه الصحراء .....
نعم صحراء ....ففي هذه البلاد - اليمن - تسمع عن تأريخ عريق في علم الفلك ولكنك لا تلمس وجود لا الفلك ولاالفلكيين اللهم الا زمرة صغيرة من الفلكيين " الكلاسيكين " من خلال التقويمات السنوية التي يصدرونها
أو من خلال كتب المعالم الزراعية ومواعيدها التي تعتمد على منازل الشمس وقرانات القمر بالثريا أو فيما ندر ترى نشرات فلكية تنجيمية- إن صح أن نقارب ذلك بالفلك - سنوية كما هي العادة التي درج عليها
البعض مثل الفلكي مهدي أمين " الحفيد " تماما كما كان يفعل ابوه وجده من قبل ولا أكثر .
تبحث عن مقر لجمعية الفلكيين اليمنيين فلا تجد .....!
تبحث عن أي من أعضائها فلا تجد ..................!
تبحث عن موقع لها على الانترنت فلا تجد ؟!
تبحث عن رئيسها أو حتى رقم تلفونه فلا تجد والجميع يقولون لك ليس له تلفون ...؟!
تبحث في السوق عن كتب تروي عطشك في هذا العلم بقليل أو كثير فلا تجد
أليس أمر محير ؟! رغم أن رئيس هذه الجمعية يحمل شهادة دكتوراه في فيزياء الفلك ولكنك لا تجده أو تجد أي مؤلف أو اصدار له في علم الفلك يغطي النقص الحاصل في المكتبة اليمنية بهذا الجانب ؟؟
تبحث عن خرائط نجمية لبلدك فلا تجد ؟!
وكل ما وجدته بعد بحث مضن في طول البلاد وعرضها هو عباره عن كتاب هزيل في الجفرافيا الفلكية لا يسعف حتى المبتدئين أمثالي وقد استغربت لذلك لأن مؤلفه يمني
بينما لايدرس هذا التخصص في اي جامعة يمنية وطبعا السبب أن علمائنا الاجلاء يعتبرونها " غير مهمة " كبقية فروع الجغرافيا الاخرى ! هذا بينما تعتبر الفيزياء الفلكية
التي دخلت مؤخرا كمادة " ملحق " لطلبة قسم الفيزياء ويدرسها دكتور واحد هو نفسه رئيس هذه الجمعية التعيسة ، وعندما ذهبت لأشتري " ملازمه " التي يقررها للطلاب
أخبروني بـــ " لايوجد " لان ملازم هذه المادة تنزل بعدد الطلاب والنسخ الزائدة لا أحد يشتريها ......
أرأيتم يا سادتي ما يعانيه هاوي الفلك في اليمن ......؟
نعم انها معاناة مضاعفة في بلد يحرص فيها ابنائه " الاكاديمين على التجهيل أكثر من حرص الجهلة أنفسهم على ذلك !!!!!